الجمعة, 23 يناير 2015
uncategorized

النجاحات الجزئية

قسم: uncategorized
أضيف بتاريخ: 23 يناير 2015

في بعض الأحيان تظن المقاومة أن بإمكانها اختصار مراحل الصراع وهي لا زالت في بداية معركة التغيير، فتدعو لاستخدام أساليب تعتمد على قاعدة جماهيرية كبيرة، بينما هي لا زالت معزولة عن الجماهير، أو لم تلق منه الدعم الكافي بعد. ومن الأمثلة على ذلك أن تدعو المقاومة للعصيان المدني وهي في بداية تكوينها.

وقد تتبادر القيادة بتبنى بعض الوسائل المعتمدة على الحشد من أجل:

–  الفوز بالسبق الإعلامى ودعاية للحزب أو المؤسسة.

–  اختبار لرد فعل الخصم

–  كسر لحاجز الخوف لديها

ولهذا النوع من التسرع عدة تداعيات سلبية نذكر منها:

  • إصابة أعضاء المقاومة أنفسهم بالإحباط نتيجة عدم استجابة الجمهور للنشاط الذي دعت إليه، وربما توجه الأعضاء لمعاداة الجمهور ورميه بالسلبية، خاصة وإن توفرت الظروف الموضوعية السياسية والاقتصادية التي تحرض على الثورة.
  • ارتفاع معنويات الخصم نتيجة فشل المقاومة في اختبار إمكانية الحشد ومدى اقتناع الجماهير بفاعلية قرارتها، مما يظهر المقاومة بشكل ضعيف.
  • استخفاف الجمهور بقرارت المعارضة ودعواتها اللاحقة.

 

لذلك يفضل عندما تكون المقاومة في بدايتها أن تقترب من الجمهور من خلال:

  • تحديد قضية تمس الجماهير مباشرة ويتم استنفارهم من أجلها.
  • تحديد مجال اختبار التفاعل الجماهيري بنطاق جغرافي محدد تركز فيه الجهود، ولا يشترط أن يكون هذا النطاق مدينة بل قد يكون حياً صغيراً.
  • تحديد هدف دقيق وسهل التنفيذ يُتوقع نجاح تحقيقه بنسبة كبيرة،[1] ويراعي أن تكون الأنشطة المستخدمة لتحقيق هذا الهدف لا تتطلب بطولات ومجابهات مع الأمن، بل تستنفر الجميع للمشاركة بداية من الطفل إلى المرأة إلى الشيخ.
  • الحرص على تحقيق نجاحات جزئية متتالية ليزداد إيمان الجمهور بقادة المقاومة وفاعليتها وقدرتها على قيادة الصراع.
  • التغطية الإعلامية المدروسة، والتي تنقل هذه الإنجازات الجزئية وتسلط الضوء عليها.[2]

 إن الجماهير عادة لا تمنح ثقتها لأي أحد، لذلك فإن من أهم أولويات المقاومة في بداياتها أن تكسب ثقة الجمهور، وتثبت له إمكانية التقدم في مسار التغيير، وتخلق حواراً مباشراً معه لتتحول الوسائل إلى رغبة جماهيرية وليست إملاءات من قيادة المقاومة قلما يستجيب لها العدد المرجو.

إن رفع سقف الأهداف مع غياب الروافع القادرة على إنجاز هذه الأهداف، وانخفاض حقيقى لإمكانية الفعل  فى الواقع يأتى فى مصلحة الخصم وليس فى مصلحة المقاومة المعلنة.

لذلك على قيادات المقاومة ألا تلوح باستخدام وسيلة توقن أنها لن تجدي في المرحلة التي يمر بها الصراع، وعليها أن تنتقي من جعبتها الوسائل المناسبة لطبيعة المرحلة. ولا تحرق وسيلة لم يأن أوانها بعد، فالقائد البارع لا يخطط للفشل، أو يهدف إلى مجرد تسجيل الحضور في الساحة، ولكنه يحرص على الانتقال من نصر إلى نصر.

محمود الدويك

24/7/2007

 —————————————————— 

[1] جان ماري مولر، استراتيجية العمل اللاعنفي، حركة حقوق الإنسان، بيروت، 1999.

[2] في بعض الأحيان يكون للمقاومة إنجازات لكنها لا تحسن عرضها، فلا يسمع الناس بها، لذلك من المهم أن تمتلك المقاومة أدوات إعلامية قوية وواسعة الانتشار.


اترك تعليقك




جميع الحقوق محفوظة لـ أكاديمية التغيير Academy Of Change | تصميم وتطوير: سوا فور، المؤسسة الرائدة في تطوير تطبيقات الويب.