قسم: uncategorized
أضيف بتاريخ: 23 يناير 2017
العصيان المدني يصبح ضرورياً حين تتعارض القوانين وممارسات الجهات التنفيذية مع القيم الأخلاقية للمجتمع، كالحرية والمساواة وإقامة العدل، فالحفاظ على هذه القيم النابعة من ثقافة المجتمعات ومعتقداتها الدينية والدفاع عنها هو ضمان لحفظ آدمية المجتمع، وكفيل باستمرار تقدمه وتطوره، فالمجتمع هو الشريك الأكبر في تكوين الحكومات، وهو المتحكم في تصرفاتها، فهو داعم لتصرفاتها الصحيحة بإيجابيته، أو داعم لتصرفاتها الفاسدة بسلبيته. أما القيم الأخلاقية للمجتمع فلا دعم لها إلا بالإيجابية، فإذا تعارضت ممارسات الحكومة مع هذه القيم فإن العصيان المدني يمثل أعلى درجات هذه الإيجابية تجاه قيم المجتمع وأخلاقياته.
ويرى ثوروا أحد رواد استخدام مصطلح "العصيان المدني" أنه لا سلطة تُحترم للدولة الفاسدة، وأن المجتمع لابد أن يضغط على حكومته باستمرار كي تلتزم الصلاح وخدمة المجتمع، وقد أطلق صيحته المشهورة "إذا كانت مشيئة القانون أن تظلم الآخرين، فأنا أدعوك أن تخرق هذا القانون الفاسد، لتجعل من وجودك عقبة صعبة في طريق الدولة لمنع وإيقاف تسلط الحكومة".
وتتوقف أخلاقية العصيان على عدالة القضية.. ويقول جون راؤول في كتابه "نظرية العدالة":
"ليس من الصعب أن تبرر حالة العصيان المدني في نظام غير عادل لا يتبع رأي الأغلبية، ولكن حينما يكون النظام عادلاً إلى حد ما تبرز مشكلة، ألا وهي أن من يقوم بالعصيان المدني يصبح من الأقلية، وتغدو عملية العصيان المدني وكأنها موجهة ضد رأي الأغلبية في المجتمع".
من كتاب حلقات العصيان المدني – أكاديمية التغيير