قسم: آفات العقل الثوري
أضيف بتاريخ: 18 فبراير 2015
اللهم إني تجهزت بمجموعة رائعة من الشعارات، وليس لي صبر على تحويل تلك الشعارات إلى واقع ملموس.. فمستحيل أن أفعل كل شيء وحدي.. فاللهم حَوِّلها أنت برحمتك وكرمك.
اللهم إني أكره التفكير والتخطيط.. فهو يرهقني جداً ذهنياً، وأشعر تجاهه بانقباض في الصدر.. لكنني أحب النصر والمنتصرين.. كن أنت المدبر لكل شيء.. وانصرني يا كريم.
اللهم ليس لدي وقت للقراءة والتعرف على تجارب الشعوب التي مرت بمثل ما أمر به، لكنني لو انتصرت سأكون عظيماً. اللهم إني على الحق فانصرني.
اللهم إنك أخرت النصر لحكمة تعلمها أنت، لا لخلل أعمله أنا.. اللهم لا داعي للمزيد من التأخير.. فأقسم أني لن أصلح الخلل.
اللهم إن عليّ العمل وليس علي النتائج، فليس بالضرورة أن يكون ما أفعله يقود للنتيجة التي أريد، فأنت وحدك الذي عليه النتائج، فاللهم عجِّل بتحقيق النتائج خاصة في الحالات التي لا يقود عملي إليها… ولا تسلني كيف.. فأنت تقدر ولا أقدر..
اللهم إني أكرر نفس الأفعال كل يوم، وأنتظر نتائج مختلفة، وهذا من حسن ظني، فاللهم أنزل علىّ مفاجآتك التي تليق بي. واخرق قوانين الكون من أجلي.. فإني حقاً أستحق أن تتنزل عليّ المعجزات.
اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين، ليس ذك فحسب، لم ينته الدعاء بعد، بل وغانمين أيضاً.. فأنت لا يعجزك شيء.
اللهم ليس لدي استعداد لاستيعاب كيف ينظر الآخرون لي، ولماذا لا يدعمونني بل ويأخذون مواقف سلبية تجاهي، فهم لا يستحقون كل هذا العناء من الاهتمام.. اللهم وكَّلتك أنت.. أن تحنن قلوبهم عليّ ليرضوا بما أقوم به.
اللهم إني ماض في طريقي.. أخاطب الناس بما لا يفقهون، وأرفع شعارات تعنيني ولا تعنيهم، اللهم ثبتني على ذلك.
اللهم كثرت النصائح من كل مكان. وتكالب عليّ النقد والتحذير من الاستمرار في الخطأ. ولم تعد أذني تطيق هذا الصخب. فاللهم أعني على الانفراد والعمل بدون هذه الضوضاء، احجب عني الأصوات ولا تفتنِّي بها.. بحق أم سُعاد يا كريم.
في عام 2165، وجدت في مقبرة جماعية هذه المخطوطة التي تحتوي على عشر صلوات. لم يتم التعرف بعد على طبيعة الدين الذي كان يدين به من يصلون بهذه الصلوات. فهي لا تمت للإسلام أو المسيحية أو اليهودية بصلة، ويُرجِّح المؤرخون والمتخصصون في علوم الأديان، أنها تعود إلى عصر الغيبوبة، حين كان الناس يعبدون العقل الكسول، فيقدمون النذور والقرابين لأكثرهم بلادة في العقل، كثير العمل قليل التفكير..
غير أن اسم “أم سعاد” الوارد في الصلاة حيَّر المتخصصين، ويميل بعضهم إلى أنها كانت زعيمة الطائفة، واشتهرت بأنها تنفرد بقراراتها دون مشورة، فأصبحت رمزاً لهذه الخصلة النبيلة آنذاك.
كذلك لم يتم التعرف على أسباب وجودهم في هذه المقبرة الجماعية، هل أصابهم الله بعذاب من عنده أم بيد عدوهم!!
وائل عادل
2/4/2014