وتعتمد أسلحة حرب اللاعنف كذلك على إبراز المظهر الحضاري الذي يؤثر في قطاعات واسعة من الجماهير، ويرسم لها شكل المستقبل المنشود، ويقنعها بالتحرك من مقاعد المشاهدين إلى منصة الفاعلين. وينعكس هذا الشكل الحضاري في كل صغيرة وكبيرة في التكتيك المختار، بداية من طريقة وقوف المقاوم وزيه وهيئته، إلى العبارات التي يرددها واللافتات التي يرفعها.
هذا الشكل الحضاري يجعل الداعمون – على المستوى المحلي والعالمي- للنظام يتساءلون عن جدوى ومبرر دعم نظام يقاوم مجموعات ذات سلوك مقاوم أخلاقي راق، فهم أبعد ما يكونون عن الإرهاب الذي يحاول النظام الديكتاتوري وصمهم به.
والصورة الحضارية التي تغلف أي نشاط ليست استراتجية تضليل يمارسها المقاومون؛ ولكنها تعكس فهماً أصيلاً لشكل المجتمع الجديد الذي يسعون إلى بنائه، وطبيعة الوسائل التي يجب أن تستخدم من أجل إيجاد هذا المجتمع، حيث تحترم فيه حقوق الإنسان وتشيد قيم العدل والحرية.
من كتاب "أسلحة حرب اللاعنف"- أكاديمية التغيير