قسم: مكتبة الأسئلة
أضيف بتاريخ: 5 مايو 2017
تعتمد فكرة أنشطة اللاعنف على خلق حوار مستمر بين المقاومة وجميع الأطراف المرتبطة بالصراع، فالأنشطة أبلغ من حديث اللسان، وإجراء نشاط يعني بداية حوار، تُنتظر بعده ردة فعل الأطراف، سواء بالتفاعل الإيجابي أو السلبي.
فإذا قرر أحد أعضاء المقاومة الخروج إلى الشارع للاحتجاج دون عنف، فقد بدأ حواراً مع أطرافمتعدة، وتشمل:
حواراً مع النفس: حيث يحاور المقاوم نفسه ليحرر عقله ويكسر حاجز الخوف داخله.
حواراً داخل المقاومة: حيث يدور حوار حول جدوى النشاط ومدى عدالة القضية.
حواراً مع الخصم: بتأكيد العزم على المضي قدماً حتى تتحقق المطالب.
حواراً داخل معسكر الخصم ذاته: إذ يطرح التساؤل عن جدوى قمع جماهير عزل، وعن إيجاد بدائل للفعل القمعي، وفي مراحل لاحقة قد ينسحب أناس من معسكر النظام متجهين إلى المقاومة.
حواراً مع الجماهير: التي تبصر هذه الجموع المستبسلة لا يُخرجها إلى الشارع إلا يقينها أنها ستنجح في تحقيق هدفها. كما يدعو الجماهير كي تتحاور مع نفسها وتحدد موقفها مما يحدث.
حواراً مع المجتمع العالمي: الذي يرقب خطاب، وفكر، وسلوك المقاومة، ليحدد موقفه منها.
وبذلك فأفضل ما توصف به أسلحة حرب اللاعنف أنها عبارة عن أدوات لخلق حوار مكثف يشمل كل المجتمع، والحوار بمعناه الأعمق يشمل سلسلة الأفعال وردود الأفعال بين الأطراف المختلفة.
من كتاب "أسلحة حرب اللاعنف" – أكاديمية التغيير