الجمعة, 5 مايو 2017
مكتبة الأسئلة

الفرق بين المقاومة والاحتجاج

قسم: مكتبة الأسئلة
أضيف بتاريخ: 5 مايو 2017

تحتوي هذه المنظومة على ست نقاط أساسية للحكم على النشاط من حيث كونه مقاومة أو احتجاجاً:

 

1- النتيجة المتوقعة من الفعل: هل سيؤدي النشاط إن تم بنجاح إلى تغيير الأوضاع أم أنه مجرد صرخة وعمل رمزي؟ وهل هدف الفعل الابتدائي الذي اختير النشاط من أجله تسجيل حضور أم تغيير وضع؟

 

2- الإرادة والوعي: هل النشاط نابع عن وعي بخارطة الصراع، وأطرافها، ومراحلها، أم أنه عفوي وليد الحظة؟

 

3-الاستمرار: هل النشاط الحالي حلقة ضمن حلقات حملة المقاومة، فيُنظر إليه كسلوك مستمر متصاعد في مسار واضحينتهي إلى تحقيق هدف المرحلة الحالية من الصراع؟ أم أنه سلوك عرضي، مآله الإذعان لسلطة النظام وضغطه في نهاية المطاف؟

 

4- الرؤية الاستراتيجية: والتي تجيب على سؤال: وماذا بعد؟؟ فالفعل المقاوم يُشيَّد على رؤية استراتيجية تحدد مراحلهوبدائله. فإن لم يفلح النشاط (س)، سيُستعمل النشاط (ص)، وهكذا..

وهنا يظهر طَيْف الخيارات، ويُنصبْ سلم التصعيد الذي ترتقي عليه الحركة، لتحقق أهدافها الاستراتيجية المرحلية والنهائية، كما تتحكم الرؤية الإستراتيجية للصراع فى تحديد إمكانية المزج بين الاحتجاج والمقاومة بما يخدم المرحلة. فالنشاط الاحتجاجي التقليدي قد يصنف كنشاط مقاوم إن أُدرج في خطة تبدأ بالاحتجاج ثم التصعيد المتوالي، حينها تعتبر الخطة الكلية خطة مقاومة لا احتجاج، رغم أنها استخدمت أساليب الاحتجاج. وبذلك يمكن النظر إلى حرب اللاعنف كسلسلة من جولات الكر والفر والمقاومة والاحتجاج.

 

5- فعل أو رد فعل: من الطبيعي أن تبدأ المقاومة كرد فعل على قضية كبرى كالاحتلال مثلاً، لكن هل العمليات في معركة طرد المحتل استباقية أم دفاعية؟ إذ قد تكون الشرارة الباعثة للمقاومة ردة فعل إزاء حدث ما، وتبقى وظيفة قوى التغيير في المجتمع صناعة الفعل وإبقاء الخصم في خانة رد الفعل، وألا تنجر إلى خانة رد الفعل التي سيحاول الخصم جاهداً دفعها إليها. فالسلوك المقاوم يقوم على الإمساك بزمام المبادرة والفعل، والسيطرة على مسرح الأحداث وفرض إيقاع التحركات عليه.

لذلك يمكن تقييم أي نشاط من حيث : هل يُستدرج المجتمع إلى ردود أفعال أم أنه صانع الأفعال؟ فما هو رصيد النشاط من العمل الاستباقي والاستئثار بعنصر المفاجأة؟

 

6- مدى حماية النشاط: كلما ازدادت خطوط الحماية التى أعدتها المقاومة لحماية أنشطتها كلما كانت أقدر على الإعلان عن نشاطاتها وأكثر جاهزية لاستثمار عواقب النشاط التى سيلجأ إليها الخصم، دون الإستدراج إلى منزلق ردود الأفعال. من هنا كان سعي الفعل المقاوم إلى حماية أنشطته حتى يحقق أهدافه، لذلك فإن من أهم الأسئلة التي تطرح  لتصنيف النشاط.. ماذا أعد النشطاء لحماية الأنشطة المقررة خلال حملة المقاومة؟ وكيف ستتصدى للتصعيدات التي سيلجأ إليها النظام المتعسف؟ فالتخطيط لحماية النشاط جزء لا يتجزأ من التخطيط للنشاط.

يمكن بهذه العوامل الستة خلق مسطرة لتقييم أي نشاط والتعرف على مدى قربه من المقاومة أو الاحتجاج.فكلما استوفى النقاط السابقة كلما كان أقرب إلى المقاومة

 

من كتاب "أسلحة حرب اللاعنف" – أكاديمية التغيير


جميع الحقوق محفوظة لـ أكاديمية التغيير Academy Of Change | تصميم وتطوير: سوا فور، المؤسسة الرائدة في تطوير تطبيقات الويب.