قسم: مكتبة الأسئلة
أضيف بتاريخ: 3 مايو 2017
إن مفهوم "حرب اللاعنف" يعبر تعبيراً صارخاً على أنه ضد وسائل العنف المسلح، كإزهاق الأرواح أو تدميرالمنشآت … الخ، وهذا المفهوم يشكل فلسفة أصيلة في أي نشاط لاعنيف، لكنه كذلك لا يرفض فكرة التسلح كلية، إذ يدعو لإيجاد أسلحة أكثر فاعلية من أسلحة العنف وتفوقها في القوة. فهو وإن كان لا يدمر المنشآت بالقنابل، إلا أنه يشل فاعليتها بمدفعية المقاطعة والإضرابات.
ومن الأخطاء الشائعة لدى بعض نشطاء اللاعنف ترديدهم أنهم لن يلجأوا إلى القوة، وهذا يضعف موقفهم كمقاومة جادة في مقاومة الطغيان، إذ الحق يتطلب قوة تحميه وتمكنه من الهيمنة على الأرض، لذلك يجب أن يعلنوا أنهم لن يلجأوا إلى القوة العسكرية، وسيستخدمون قوة أكثر تأثيراً، إنها قوة العصيان وحرب اللاعنف.
وكما أن "اللاعنف" يعبر عن ماهية نشاط بعيدة عن "العنف" -وبخاصة العنف المسلح- فهو كذلك يعكس ماهية نشاط بعيدة عن العمل "الدستوري التقليدي". فهو يدين بشدة فكرة المواجهة الساذجة عبر القنوات الدستورية وحدها، إنه بوضوح يرفض الرضوخ للمواجهة وفق قواعد الخصم، متجاوزاً الطرق "الشرعية" ومتمسكاً بالطرق "المشروعة".
من كتاب "أسلحة حرب اللاعنف" – أكاديمية التغيير