قسم: مكتبة الأسئلة
أضيف بتاريخ: 10 أبريل 2017
إن الجمهور يتميز بحاسة سادسة يستطيع أن يحدد من خلالها دوره، ومدى تجاوبه مع قضية ما. فالجمهور لا تعنيه الأيديولوجيات والأفكار المركبة، ولا يتعامل بعاطفية مع قوى التغيير فيجاملها ويتحرك معها استحياء من خطابها، وإنما هناك ثلاثة عناصر أساسيية (1) تحكم قراره الجمعي:
العائد: ما العائد الذي سيحصل عليه إذا تحرك؟
التكلفة: ما حجم التكلفة التي لابد أن يدفعها ليحصل على العائد؟
الإمكانية: ما إمكانية الانتصار وتحصيل العائد في حالة دفعه للتكلفة التي تطلبها منه الحركات التغييرية؟ أي هل لدى الحركات التغييرية أسباب الانتصار في حالة تجاوب معها الجماهير أم أنها لا تملك خطة وأدوات محكمة؟
ويأتي دور الحركات التغييرية للفوز بالطرف الثالث، بإظهار مدى أهمية فكرة التغيير، والتبشير بالمستقبل الجديد، واختيار الفكرة الحاشدة الملامسة لآمال الجمهور، والتقليل من شأن التكلفة في مقابل العائد، ورفع الحالة المعنوية والتأكيد على إمكانية النصر – خاصة بالمبادرات العملية الجريئة- في حالة ممارسة الجماهير للفعل السياسي المطلوب. أما عندما يرى الجمهور حركات التغيير مترددة، فإنها ترسخ عنده الشعور بعدم إمكانية الفعل، ويختل أحد أضلاع مثلث تحريك الجماهير.
فالرسائل السياسية المؤثرة والحقيقية ليست تلك الموجهة من حركة التغيير إلى النظام؛ وإنما تلك الموجهة إلى الجماهير.. وهو ما نعنيه بالطرف الثالث.
من كتاب "حرب اللاعنف الخيار الثالث" – أكاديمية التغيير