قسم: مكتبة الأسئلة
أضيف بتاريخ: 10 أبريل 2017
يست حرب اللاعنف حرباً محدودة قائمة بين حركة التغيير والنظام المستبد؛ ولكنها حرب شاملة، لابد فيها من تعبئة جميع مصادر قوة المجتمع بهيئاته ومؤسساته وأفراده ضد الأنظمة المستبدة وبنيتها التحتية ومصادر وأدوات قوتها.
ومن هذا المنطلق فإن حرب اللاعنف لا يحسمها عادةً أي من طرفي الصراع المباشرين – النظام والحركة المقاومة، بل إن عنصر الحسم هو قدرة أحد الطرفين على الفوز بالطرف الثالث في الصراع والتأثير فيه، هذا الطرف الثالث هو المجتمع.
فلا سبيل أمام حركة المقاومة لعزل الحاكم عن مصادر قوته وإصابته بالمجاعة السياسية إلا عبر التأثير في الجماهير والمؤسسات والقوى الداعمة وإقناعها بسحب تعاونها معه. ولا سبيل أمام النظام لكسب تأييد الجماهير في حملته ضد المقاومة إلا بالتأثير فيها عبر صياغة المبررات الأخلاقية والقانونية لضرباته الموجهة إلى الحركة التغييرية، أو عبر الترهيب من عواقب الانخراط في صفوف المقاومة.
وتأتي أهمية هذا الأساس في ظل زهد بعض الحركات التغييرية في الجماهير، حيث تردد الكثير من المقولات من قبيل "الجماهير سلبية … الجماهير لن تتحرك …. الجماهير لا تستحق الحرية … الحركات تبذل أقصى ما في وسعها بينما الجماهير في سبات عميق.."، والحقيقة أن اتهام شعب ما بالسلبية تعميم يفتقر إلى الدقة والموضوعية، فحتى نقول بسلبية أو إيجابية الجمهور يجب أولاً أن ندرس كيف يعمل العقل الجمعي للجمهور.
من كتاب "حرب اللاعنف.. الخيار الثالث" – أكاديمية التغيير