الثلاثاء, 4 أبريل 2017
مكتبة الأسئلة

كيف يتجنب مشروع التغيير الارتهان للدعم الخارجي؟

قسم: مكتبة الأسئلة
أضيف بتاريخ: 4 أبريل 2017

لفهم موضوع الدعم الخارجي نحب أن نشير هنا إلى عدة نقاط:

الأولى: أن الثورة والسخط الشعبي ينتجان  – في أغلب الأحوال – عن أداء النظام الحاكم وليس عن تدخل القوى الخارجية. وهو ما نلحظه من الاستقراء التاريخي لأغلب تلك التجارب. فالأنظمة المستبدة هي من يشعل الثورة.

الثانية: قلما توجد حركة لا تتجنب أن توصم بأنها صنيعة الأجنبي، فلا يلجئها إلى الأجنبي إلا حاجتها إليه وغياب البديل الداعم.

الثالثة: أن حرب اللاعنف تشبه تماماً الحرب العسكرية النظامية وحرب العصابات في بنيتها، فهي تحتاج بالإضافة لخطوط المواجهة خطوط الدعم الفني والتدريبي، والبنية المالية والخبراء والاستشاريين الذين يمثلون مرتكز غرفة عملياتها، وهم الذين يرسمون لها المسار والاستراتيجيات ويحددون شكل الدعاية وغيرها.

الرابعة: أن مصالح الدول متشابكة متداخلة، وهناك الكثير من التقاطعات حتى بين الأيديولوجيات المختلفة.

ومن هذه النقاط نلاحظ أن القوى الخارجية لا تصنع الثورات (النقطة الأولى)، ولكنها تنفذ إلى الأجندة الوطنية والداخلية من خلال تلبية احتياجات المقاومة، المتمثلة في تدريب النشطاء وتوفير الغطاء الدولي أحياناً، بالإضافة إلى الدعم المالي والفني والاستشارات (النقطتان الثانية والثالثة)، كما تنفذ إلى الداخل من خلال تقاطع المصالح بين تلك القوى الخارجية وبين القوى الوطنية لتحقق بعضاً من مصالحها وتحقق القوى المعارضة بعضاً من أهدافها (النقطة الرابعة) .

إن من أهم الواجبات – لسد الطريق أمام القوى الأجنبية – بناء المشاريع والمؤسسات القادرة على سد احتياجات حركات المقاومة المالية والفنية والثقافية والتأهيلية والاستشارية والإعلامية، ليكون التعامل مع القوى الخارجية – وهو أمر لا مفر منه نتيجة التقاطعات والتشابكات بين الدول – من موقع الندية لا التبعية، ومن موقع التعايش لا الحاجة. وهو ما يمكن حركات التغيير من استقلال القرار، فالحركات تستقل عن الخارج بقدر قدرتها على تلبية حاجتها محلياً.     

 

من كتاب "حرب اللاعنف الخيار الثالث" – أكاديمية التغيير


جميع الحقوق محفوظة لـ أكاديمية التغيير Academy Of Change | تصميم وتطوير: سوا فور، المؤسسة الرائدة في تطوير تطبيقات الويب.