الأربعاء, 15 مارس 2017
مكتبة الأسئلة

لمن يوجه النشاط؟

قسم: مكتبة الأسئلة
أضيف بتاريخ: 15 مارس 2017

النشاط الموجه للنفس

  • هزيمة اليأس الذي يؤدي إلى العنف أو الاستسلام، وكلاهما قد يؤدي إلى المشاركة الفاعلة في إبقاء الظلم. فالنظام الديكتاتوري يعمل على دفع الناس إلى اليأس فإن أدى ذلك بالناس إلى السلبية – وهو مايريده النظام ويسعى إليه- ازداد النظام في جبروته، وإن أدى اليأس إلى العنف ازداد الظالم في قمعه واتخذ من العنف ذريعة للقمع والبطش.

  • تجنب الانفصام الشخصي بين الفرد ككائن منفرد وبين المجتمع ككائن آخر، فمصلحة الفرد من مصلحة المجتمع والعكس صحيح، وإن كل حركة يقوم بها الفرد تأتي بنتيجة سلبية أو إيجابية على المجتمع.

  • كسر حاجز الخوف من عواقب النشاط، والتي تتمثل في العقوبات التي تنال الفرد. ويلاحظ أن الناشط عادة مايكون متهيباً من أي نشاط جديد في البداية، لكنه لا يلبث أن يعتاده ويراه عملاً طبيعياً. لذلك فاندماجنا في أنشطة العصيان كفيل بكسر حاجز الخوف والأوهام التي بداخلنا.

إن المفتاح هو الفرد وإدراكه لقيمة العمل الذي يؤديه بشكل اعتيادي يومي في المجتمع، وأن هذا العمل إماأن يكون مقوضاً أو داعماً لشرعية النظام وبقائه.

 

2- النشاط الموجه للمجتمع وشرائحه

ويوجه الحوار (النشاط) إلى أربعة أصناف رئيسة:

  • الذين يطيعون الحكام (مثل الذين يدفعون الضرائب) وقد نكون من هؤلاء ونحن لا ندري ..فندعوا للعصيان المدني ونحن أحد عقبات نجاحه.

  • العمال والموظفون المشاركون في النشاط الذي نعارضه (مثل القائمين على جمع الضرائب).

  • رؤساء الأعمال في المواقع المستهدفة وصناع القرار.

  • كل من له سيطرة في عمله وهؤلاء قد يكونون (الأقرباء – الزملاء– الشرطة – القضاة) بالإضافة إلى أنفسنا عندما نكره أن نسبب مشاكل في أعمالنا جراء العصيان.

والأنشطة لا تستهدف هؤلاء الأربعة في نفس الوقت، فقد يستهدف النشاط مرة خلق حوار مع دافع الضرائب، ومرة أخرى مع القانونيين، ومرة يستهدف خلق حوار مع الشرطة لتحييدها وهكذا.. وخلاصة القول أننا في كل نشاط نسعى إلى خلق حوار، لتزداد قوافل المقاومين، ولتقويض قوة النظام في نفس الوقت.

 

3- النشاط الموجه للنظام وأدواته

وهنا لابد من التركيز على أن النشاط يهدف إلى فتح حوار مع الخصم وإقناعه بضرورة الاستجابة لمطالب المجتمع لا السيطرة عليه وقمعه، وأن الحاكم خادم للمجتمع يقوم بتنفيذ إرادته لا العمل على استعباده، فاذا اقتنع النظام بذلك تحاور معه ممثلو المجتمع من أحزاب وجماعات ضغط للحصول على مكاسب حقيقية للمجتمع وليس للحركة أو الحزب، وإن امتنع عن الحوار أو رفض المطالب الشعبية استعرض المجتمع قوته الحقيقية ونشاطه الذي لايوقفه فرد أو مجموعة أفراد في سدة الحكم.

لقد بينا في أكثر من موضع في سلسلة الحلقات أن العصيان المدني بالأساس يهدف إلى خلق حوار بيننا وبين أنفسنا، بيننا وبين الجماهير، بيننا وبين النظام. فالنشاط ليس هدفاً لذاته. لذلك يجب أولاً أن نحدد مع من سنتحاور، وعندئد نستطيع أن نحدد  لمن يوجه الفعل؟ وماهو الفعل؟

 

من كتاب "حلقات العصيان المدني" – أكاديمية التغيير


جميع الحقوق محفوظة لـ أكاديمية التغيير Academy Of Change | تصميم وتطوير: سوا فور، المؤسسة الرائدة في تطوير تطبيقات الويب.