قسم: الإعلام - صوت وصورة
أضيف بتاريخ: 12 يونيو 2014
لا يتوقف الواقع عن طرح الأسئلة عليك، ويمكن اعتبار كل نشاط تقوم به هو إجابة على سؤال له. وهو يطرح عليك السؤال في هيئة مشاهد تمر أمامك.. فعندما ترى مظلوماً فهذا بمثابة سؤال يطرحه الواقع عليك.. ماذا ستفعل له؟ فتجيبه عملياً برفع شعار عريض.. سأقاوم.. لكنه لا يكتفي بالإجابة العامة، فالواقع فضولي إلى أبعد حد.. في اليوم التالي سيطرح عليك سؤالاً آخر في مشهد مظلومين تفوق أعدادهم من رأيتهم بالأمس.. وكأنه يريد إجابة أكثر تفصيلاً، متسائلاً.. كيف ستقاوم؟!
والواقع مبرمج أوتوماتيكياً في الرد، فمن يجيب بأعماله إجابة صحيحة، يمنحه مباشرة تأشيرة مرور للمرحلة التالية، ومن يخطيء في الإجابة إما أن يمنحه فرصة مجدداً، أو يسحقه!! ومن أهم الأسئلة المفصيلة، والتي يترتب عليها عبوس الواقع أو بِشْره في وجهك.. "ما هي نقطة ضعفك؟! فهو أحياناً السؤال الإجباري للعبور من جحيم الواقع لجنته!!
وسؤال الواقع ليس صعباً.. فهو يختبر الحد الأدنى من مستوى ذكائك وانتباهك.. فبعد أن تلحق بك هزيمة يسألك.. هل وضعت يدك على نقطة ضعفك؟ قد تكون في نوعية الأفكار التي تحملها، أو في القدرة على صناعة حلف واسع، أو في التنظيم، أو في الإعلام والتواصل مع عامة الناس.. أياً كان.. المهم أن تضع يدك على نقطة ضعفك. ولا تتجاهل هذا السؤال.
فالواقع لا يتضامن مع الحمقى الذين يتجاهلون السؤال.. أو يجيبون على سؤال آخر هم انتقوه!! فإن كنت وضعت يدك على نقطة ضعفك الأساسية، لكنك تقوم بأنشطة لا علاقة لها بالعلاج؛ فلن يتسامح معك!! قد تكتشف بعد عام من الجهد الشاق في الإجابة، أنك في مكانك محتفظ باقتدار بنفس نقطة الضعف، ومتمسك بها إلى أبعد الحدود، نعم كنت تجيب.. ولكن على سؤال آخر.
إن الأنشطة الكثيرة لا يقدرها الواقع إن كانت لا تمت للإجابة بصلة، بل يعتبرها ثرثرة، أقرب للف والدوران على السؤال المطروح.. ترى هل تستطيع خداع الواقع؟!
لا يمكن أن تتذاكى على الواقع، فتهرب من أسئلته الحقيقية، وتظن نفسك ضيفاً بارعاً في المناورة في برنامج تلفزيوني. لأن الواقع سيحاصرك، ومدة البرنامج مفتوحة، والبث مباشر على الهواء والفضائح يشاهدها الجميع، وسيظل يكرر السؤال ما لم تجب، لن ينتقل إلى السؤال التالي حتى تقدم إجابة أو ينفض الناس عن برنامجك الملل.
قد يتعاطف الواقع معك في الفاصل، ويقول لك بنبرة ودودة.. أنت دائماً تتهمني على الهواء أنني سيء أريد إحراجك، صدقني… أنا لست ضدك، بل أنت ضدك.. أنا محصلة ما قمت به أنت وما قام به خصمك.. أنا أتمنى مساعدتك لأتغير.. قَيِّم ما قمت به في الفترة الماضية.. وابدأ العمل فيما هو مطلوب. بعد قليل سنعود بعد الفاصل .. سؤالي سيكون مجدداً حول نقطة ضعفك، وما الذي أوصلك لما أنت عليه.. وأعدك أنني سأساعدك.. فقد مضى عام والشاشة ثابتة وأنا أسألك نفس السؤال.. نريد الانتقال للسؤال التالي.. لكن كفى مراوغة .. وأرجوك… جاوب على أُم السؤال.
وائل عادل
12-6-2014