الأربعاء, 29 فبراير 2012
تكتيكات الحيوانات

الأسد.. هدف واحد وخطى واثقة

قسم: تكتيكات الحيوانات
أضيف بتاريخ: 29 فبراير 2012

 الأسد صياد ماهر. يحسن اختيار هدفه، والوصول إليه، خرجنا من لقائه بالنصائح التالية:

تركيز الأهداف: ركِّز على هدفك، وحدِّده بدقة. حاول أن تضع نصب عينيك هدفاً واحداً، ولا تتشتت بين الأهداف، حتى وإن ظننت أنها كلها على مقربة منك، ففور أن تعدو نحو الهدف يفر منك، هذا ما تفعله الأسود وهي أمام قطيع من الغزلان، تركز على فريسة واحدة. تعي من البداية أنها لن تفوز إلا بواحدة، فتحسن الاختيار.

 

اربط الهدف بالقدرات: اختر الهدف الذي يتناسب مع قدراتك، فإن طمحت في هدف أكبر وجب عليك رفع قدراتك. أسد واحد بإمكانه صيد غزال. أما إن بلغ طموحه صيد جاموس وحشي؛ فيحتاج إلى المزيد من الأسود معه لتعاونه. فالطموح وحده لن يقنع الجاموس الوحشي بالاستسلام. طموح بلا قدرات، يصبح محط سخرية.

 

قدّر الاحتياجات: فالهدف الذي يتحقق بشخص لا تستخدم فيه مائة، والذي يتحقق بمائة لا تستخدم فيه ألفاً. لست بحاجة إلى كتيبة من الأسود لصيد غزال. وإن حدث ذلك يصبح عيباً في عالم الأسود، ومفخرة للغزلان. إن تعودت الأسود على إطلاق كتيبة لصيد غزال، فماذا ستفعل مع الجاموس الوحشي؟! تَعَوُّد الأسود على صيد الغزال بمجموعات، يعني أن كفاءة الأسد الواحد في انحدار. وهي بشارة لكل جاموس وحشي، أنه لن يصبح هدفاً على الإطلاق.

 

صورةالهدوء الواثق: سر نحو هدفك بخطى واثقة، سر بهدوء ولا تحدث ضجة. تأَسَّ بالأسد حين يسير بخطى واثقة هادئة دون تشنج، مقترباً من فريسته. فلا يعدو إلا عندما يكون على مقربة منها. يصبر على السير الهاديء، وإن سال لعابه من رؤية قطيع الغزلان. همه الأكبر أن يصل إلى هدفه، لا أن يعلن أنه سائر إلى الهدف. هو لا يتحدث كثيراً عن الصيد، لكنه يمارسه.
 

 

 

لا تتردد: كن واثقاً من قدراتك ومن أهدافك. فإذا ما حددت هدفك بدقة لا تتردد وأنت سائر إليه. فالأسد لا يمعن التفكير للخلف وهو مقدم على الصيد.. هل سيحتاج إلى المزيد من الأسود؟ هل سيفاجئه الغزال بهجوم غير متوقع؟ هذا التردد أثناء السير نحو الهدف قد يؤدي إلى حالة من الشلل تعجز معها عن تحقيق أي هدف.

 

أعلن بوضوح ما لا تستهدفه: فلا يكفي أن تعلن عن أهدافك. فالإعلان عن المساحات أو الشخصيات أو الهيئات التي لا تستهدفها أحياناً يكون بنفس الأهمية. لأنه يحفظك من الدخول في خصومة لن تفيدك في شيء، أو معركة لا قِبل لك بها. هذا ما حرص عليه الأسد، حين أعلن مراراً وتكراراً أنه لا يهاجم السيارات، هي ليست هدفاً له. وهذا ما جعلنا نخرج إليه في نزهة ممتعة، وهو الذي أجبر مرشدنا في البراري إلى صحبتنا في هذه المغامرة بدون أي سلاح. كنا نشعر تجاه الأسد بالأمان، ونعتقد أنه كان يبادلنا نفس الشعور. فقد تثاءب ثم نام تحت شجرة، ونحن على مقربة أمتار قليلة منه. نصوب نحوه كاميراتنا.

 

كانت هذه مجموعة من الدروس المباشرة التي علمنا إياها في لقاء الطبيعة، لنصل إلى أهدافنا بنجاح.  لكن ثمة دروس أخرى تتعلق بكيفية التعامل مع الخصوم، ربما لم ينطق بها الأسد مباشرة، لكنه غمز لنا بلؤم ليرشدنا لها، وهو يلقي نظرة غرور على قفص صدري لحيوان كان قد التهمه منذ دقائق. أراد أن يخبرنا بفخر كيف تفوق على منافسيه من الأسود، وفاز بالغزال، كيف تمكن من جعلهم يحيدون عن هدفهم. 

 

كان من أهم ما خلصنا به من تلميحاته: 

 

أخرج خصمك من مخبئه: لا تسمح لخصمك أن يتحرك بهدوء وثقة إن كان يمكر بك، ادفعه دائماً إلى الخروج من مخبئه، وأن يعلن عن نفسه وتحركاته، وأن يشك في أن خطاه الهادئة ستوصله، خاصة بعد أن كُشف أمره. فإن اضطربت أعصابه وارتبك، بدأ في التشنج، وتشتت الأهداف من حوله.

فوضى الأهداف: ضع أمام خصمك الكثير من الأهداف المغرية، وأقنعه أنها جميعاً في متناوله، وأنه يمتلك القدرة على تحقيقها كلها.

الهدف الوهمي: ارسم لخصمك هدفاً وهمياً يسعى إليه، وأقنعه أن المعركة تستحق، وأظهر شعورك بالهزيمة مع كل نجاح يحققه، ولا بأس أن تساعده على الانتصار خفية، ثم تحتفل معه بالنصر. نصره بتحقيق هدفه الوهمي، ونصرك بتنحيته عن طريقك. 

 

وائل عادل

أحمد عادل عبد الحكيم

29/2/2012


اترك تعليقك




جميع الحقوق محفوظة لـ أكاديمية التغيير Academy Of Change | تصميم وتطوير: سوا فور، المؤسسة الرائدة في تطوير تطبيقات الويب.