قسم: الدعم الخارجي
أضيف بتاريخ: 20 سبتمبر 2016
عندما تقدم دولة دعمها المباشر لنظام ديكتاتوري في دولة أخرى فذلك لارتباط مصالحها بهذا النظام. وهذا ما يجعل بعض هذه الدول الداعمة أشد عداوة للمقاومة الشعبية من النظام الديكتاتوري نفسه، فحتى بعد استسلام الديكتاتور، تجدها مستمرة في محاولات إجهاض مشروع التغيير. كونها ترى في هذا التغيير القادم انقلاباً على مصالحها الإقليمية أو الاقتصادية، فضلاً عن تهديد التغيير لحالة الاستقرار الداخلي في بعض الدول. فإذا ما أضفنا لعامل ارتباط المصالح عامل الشعور بالأمان – والذي نقصد به أن تلك الدول الداعمة لا تحتك مباشرة بقوى التغيير الشعبية، ولا تتضرر بشكل مباشر من الضغوط التي يمارسها الشعب ضد النظام الديكتاتوري- فإن استهداف مصالح الدول الداعمة للأنظمة الديكتاتورية كفيل بفك هذا الارتباط المصالحي وكسر حاجز الأمان.
وتعتبر المصالح الممتدة إحدى نقاط ضعف أي دولة، فهي هدفاً سهلاً لقوى المقاومة اللاعنيفة عبر العالم، تماماً كالدولة الكبيرة التي تكون لها حدود مترامية الأطراف، لا يمكن تأمينها كلها.
من هنا كانت أهمية استهداف مصالح الدول الداعمة عبر عمليات غير عنيفة ضد مؤسسات وهيئات مهمة للدول الداعمة حول العالم.
والغرض العملياتي من استهداف مصالح الدول الداعمة هو:
-
إثارة الاستياء العام الداخلي حول جدوى ممارسات تلك الدول.
-
تهديد هيبة الدولة الداعمة.
-
تبليغ رسالة للدولة الداعمة مفادها أن تكلفة دعمها للديكتاتورية أعلى بكثير من دعمها للشعوب المقاومة أو على الأقل الوقوف على الحياد، وأن مصالحها مرتبطة بالشعوب وليس بالأنظمة.
-
شغل الدولة الداعمة بنفسها بدلاً من انشغالها بدعم الديكتاتوريات.
-
توسيع جبهة المشاركين في التغيير سواء على مستوى الفاعل (حيث تنضم شعوب أخرى للمعركة مما يخفف العبء عن الشعب الثائر، ويمثل رافعة معنوية له)، أو على المستوى الجغرافي (حيث تمتد الأنشطة إلى دول متعددة)
وتنقسم الأهداف إلى:
أهداف رمزية: مثل السفارات، فتأثير استهدافها رمزي، يشعر الدول الداعمة بالاستياء.
أهداف مادية: مثل المؤسسات الاقتصادية، والأسواق التجارية الكبرى، والمنتجات الخاصة بالدولة، وشركات الطيران التابعة للدولة..الخ
ويتم التعامل مع تلك المصالح باستخدام وسائل حرب اللاعنف من اعتصامات إلى احتلال مبان إلى إضرابات إلى مقاطعات لمنتجات أو شركات..الخ، ويمكن الرجوع في ذلك إلى ترسانة أسلحة حرب اللاعنف في كتاب الأكاديمية المنشور بعنوان "أسلحة حرب اللاعنف".
ومن المهم أن تكون رسالة عمليات استهداف المصالح واضحة، فهو استهداف:
غير عنيف، فهي ليست أعمالاً تخريبية.
يعتمد أساليب حضارية تذهل العالم. فلا يسع شعوب الدول الداعمة إلا إكبار هذا السلوك، إن لم يكن تأييده.
يعطي فرصة للدولة الداعمة للعدول عما تقوم به، ولا يدفعها للعناد والتمادي في مساندة الطغيان، لأن منطلق الفعل ليس عداء محضاً؛ بل رد فعل تجاه سوء تقدير هذه الدول لمستقبل مصالحها.
يجري حواراً مع الدول التي سيتم فيها النشاط بحيث لا تعتبر ذلك تهديداً لأمنها، فإن قلنا مثلاً توجيه النشاط إلى شركات الطيران الخاصة بالدولة الداعمة، فذلك سيستهدف فروع شركات الطيران في دول أخرى، يجب أن تصل إليها الرسالة بوضوح أنها ليست المستهدفة، وأن أمنها ليس هدفاً على الإطلاق. بحيث لا تقابل الأنشطة باستهجان شعوب تلك الدول.
وبذلك تكون الرسائل الموجهة من جميع الوسائل المستخدمة للضغط متوازنة، تبشر بعصر الشعوب وإرادتها، وأن الدول الداعمة لا يمكن أن تقهر إرادة شعب، وأن مستقبلها في الإنصات لما تريده الشعوب، وأن استمرارها في الدعم لا يعني أنها تحافظ على مصالحها بل تدمرها من حيث لا تدري.
وعلى الصعيد العملي يمكن أن تتخصص مجموعة أو أكثر في تبني هذا المشروع، فتقوم بالمهام التالية:
-
تحديد الأهداف الحيوية (منشآت- شركات – منتجات- رموز- الخ) التي ستوجه إليها عمليات حرب اللاعنف. ويمكن عبر شبكة الإنترنت جمع المعلومات حول أهم الأهداف، والاستفادة من مشاركة الجمهور.
-
وضع سلم تصعيدي للأهداف، بحيث يتصاعد الضغط مما يزيد من قوة التأثير.
-
تحديد الأسلوب الأفضل للتعامل مع كل هدف، واختيار التكتيكات الفعالة.
-
صياغة الرسالة الحضارية وتصميمها بحيث تنعكس على طريقة التنفيذ، فتعكس روح المقاومة الحضارية.
-
دعوة المجتمع الإنساني كله للمشاركة في هذا العمل الضخم، تدشيناً لعصر "قوة الشعوب"، وتضامنها وتآزرها ضد كل من ينتهك حقوقها. فكما تتضامن الأنظمة ويدعم بعضها بعض في ممارسة الظلم، من حق الشعوب أن تتضامن وتقف في وجه عدوان الأنظمة.
أحمد عادل عبد الحكيم
وائل عادل
5/9/2011