الأربعاء, 23 مارس 2011
مفاهيم الثورة والتغيير

افرحوا بالحرية

قسم: مفاهيم الثورة والتغيير
أضيف بتاريخ: 23 مارس 2011

يفترض في المجتمعات التي هي حديثة عهد بالحرية أن تعيش حالة من السعادة الغامرة، فكل صاحب فكرة سيكون بمقدوره أن ينشر فكرته ويدعو لها ويحشد الآخرين في سبيل تحقيقها… لكنني أرى أناساً لغتهم العبوس، تراهم متخوفين من أفكار الآخرين أن تنتشر بدلاً من أن يفكروا في كيفية نشر أفكارهم، يولولون ليل نهار … "التتار قادمون".. يفكرون في العقبات التي تحول دون انتشار أفكار خصومهم… يشكلون جهاز أمن الأفكار… وهيهات أن تخترع عقبة تعرقل فكرة…

كم حاولت الديكتاتوريات حجب أو عرقلة أفكار التغيير، كانت الأفكار تتسرب من أياديها، وهذه هي طبيعة الأفكار، التجربة تعلمنا أن الفكرة الأصلح إن قُيضت لها عزائم ووسائل فعالة فإنها تقهر أي فكرة ضعيفة. فمن ذا الذي يقدر على حجب الأفكار إلا بالأفكار؟! فلا تخش من استفحال أمر فكرة لا تروقك… ولكن انظر هل فكرتك أنت قابلة لأن يستفحل أمرها؟!

الحرية فرصة تتجاور فيها الأفكار وتتعارف، من تدعوهم إلى أن يغيروا أفكارهم، أو يبتلعوها في بطونهم ولا يحدثوا بها أحداً، يريدون منك ذلك أيضاً، من أدراك أنك صاحب النظرة الثاقبة وأنهم حفنة من الأغبياء؟! فما تراه تشدداً يرونه تمسكاً، وما تراه تحللاً يرونه تحرراً، في أجواء الحرية نتناقش.. لا لنقنع الآخرين أولاً بل لنفهم أفكارهم وكيفية تشكلها، فالحرية فرصة نراجع فيها أفكارنا من جذورها خاصة عندما تقف جميعها على منصة واحدة فتظهر الدميمة من الفاتنة.

فور أن تُقتح نوافذ الحرية يجب أن ننتبه أن – معظمنا – يحمل أفكاراً مشوهة، تشكلت في ظل مناخات اضطهاد تُعذب فيها الأفكار فتصرخ وتلجأ إلى أعلى النبرات، كانت ترفع الصوت كي تتحدى… ومع أول استنشاق لنسمات الحرية قد نجدنا نمارس نفس السلوك… لا بأس… فالقادم أفضل… تلاقينا وارتباطنا -كبني آدمين- ورؤية العالم الجديد كفيل بضبط أفكارنا بل وتغييرها..

الحرية تجعلنا نرتبط بالإنسان أكثر… فالديكتاتوريات تعزل الأفكار عن بعض وتشعل الخصومة بين معتنقيها… حتى إنك عندما ترى خصومك يأكلون ويشربون مثلك تتذكر أنهم بشر… هم ليسوا مخلوقات دخيلة على الجنس البشري، في النهاية من تختلف معه شخص تمسك بأفكار أو سيطرت عليه أفكار، وبالتالي لا تنبغي معاقبته… ربما يجب تحرير عقله فقط!! وهذه مهمة ممكنة جداً في مناخ الحرية..

افرحوا بالحرية… واعملوا بها ولها، انشروا أفكاركم وبشروا ببرامجكم، فإن كنتم لا تملكون سوى تشويه أفكار غيركم وسب معتنقيها فهنيئاً لخصومكم… ما أحوجهم إلى أمثالكم ممن يوحد جبهتهم ويكسب أفكارهم مزيداً من التعالي!!

وائل عادل

23/3/2011


اترك تعليقك




جميع الحقوق محفوظة لـ أكاديمية التغيير Academy Of Change | تصميم وتطوير: سوا فور، المؤسسة الرائدة في تطوير تطبيقات الويب.