الأحد, 18 سبتمبر 2016
الإعلام - صوت وصورة

كيف نتغلب على الخوف؟

قسم: الإعلام - صوت وصورة
أضيف بتاريخ: 18 سبتمبر 2016

من الطبيعي أن تخاف الجماهير وعموم المشاركين؛ بل والمقاومين من هيئة أجهزة الأمن المدججة بالسلاح. من الطبيعي أن ينتقل هذا الخوف بسرعة بين قلوب المشاركين في التظاهرات والإضرابات والاعتصامات. إلا أن علاج هذا الخوف يكمن في "فرق الأبطال". وهم مجموعات من الشباب المقدام الشجاع الذين يشكلون الخطوط الأمامية للمواجهة مع آلة القمع. إن "فرق الأبطال" بصمودها وشموخها واستبسالها وشجاعتها ومبادرتها لا تتصدر فقط خطوط المواجهة؛ وإنما تنقل عدوى الشجاعة والثقة بالنفس لعموم المشاركين في تلك الأنشطة، وتجعلهم يتمنون لو ولدوا أبطالاً كهؤلاء البواسل الذين يسطرون بشجاعتهم صفحات التاريخ الحديث. والذين سيكونون أساطير وحكايات ما قبل النوم للأجيال القادمة. ومن ثم فينبغي على المقاومين الحرص على تشكيل "فرق الأبطال" والقذف بهم في أتون المواجهة ليكونوا ملهمي الجماهير وحكاياتهم وأبطالهم. وهذا يتطلب الأرشفة اليومية والمباشرة لمواقف "فرق الأبطال" منذ اليوم الأول في سجل المقاومة الناصع، ولا تترك عملية الأرشفة لحين انتهاء المقاومة، فهم وقودها اليومي ومشعلو الثورة وملهمو الجماهير.

إن الخوف عنصر حاضر في المعركة.. إما أن تحتفظ به أو تجعله من نصيب خصمك، هو عنصر متأرجح بين الطرفين ككرة التنس، لكنها في النهاية تقع في ملعب طرف واحد.

 على المقاومة اللاعنيفة أن تدرك أن الإشكالية ليست في القمع، وإنما في الخوف من القمع. فحرب اللاعنف لا تهدف في الغالب – خاصةً في البدايات- إلى السيطرة على مناطق بعينها مثلما يحدث في الحروب العسكرية النظامية، وإنما هي أقرب لحرب العصابات التي تعتمد الكر والفر. لذا فالحركة الدائمة والمستمرة لحركة المقاومة تُفقِدُ أداة القمع النظامية والثابتة مفعولها، المهم أن تكون المقاومة أشجع من آلة القمع وأن تكون قادرة على إنهاكها.


اترك تعليقك




جميع الحقوق محفوظة لـ أكاديمية التغيير Academy Of Change | تصميم وتطوير: سوا فور، المؤسسة الرائدة في تطوير تطبيقات الويب.