الأربعاء, 19 مايو 2010
زلزال العقول

استمتع بالتغيير

قسم: زلزال العقول
أضيف بتاريخ: 19 مايو 2010

أعلم أنك مهتم بإحداث تغيير في مجتمعك.. وأنك تتلفت يميناً ويساراً باحثاً عن معين، ومنقباً عن سبيل يوصلك.. يعتريك القلق أحياناً حين تشك في جدوى ما تفعل، ويغمرك السرورأحياناً نتيجة توفيق جزئي في مسيرتك.. كل هذه الأعراض يجب أن تقابلها بشيء واحد.. أن تكون مستمتعاً بما تعمل!!


أنت قررت بالفعل خوض رحلة شاقة، لكنها ممتعة، فلا تحدث نفسك كثيراً عن مشاقها وتحدياتها التي تواجهك، استمتع بالرحلة، واربط الحزام.. فأنت المحلق في سماء مجتمعك، ستصادفك مطبات هوائية، وأحياناً رياح عاتية، كل ذلك يجب ألا ينال من استمتاعك.. كمروض الثيران السعيد بقدرته على إثارة الثور وتحمل ضرباته، أو كالملاكم الذي يعلم أن ضربات خصمه حتماً سيناله منها نصيب، لكنه مستمتع بخوض هذه المعمة. يستمتع بإبداعه في المراوغة، وينتشي حين يسدد ضربة قاضية لخصمه. أما اللكمات التي تصيبه فهي التي تدفعه وتشحذ همته، وهو فوق كل ذلك يعلم أنه الأسطورة التي يتحدث عنها الجمهور…


     كونك قررت أن تشارك في إحداث تغيير في مجتمعك فهذا يعني أنك مقبل على تجربة رائعة، بأفراحها وأتراحها، بنجاحها وإخفاقها.. فبمجرد بدئك في مشروع التغيير ستجد أنك أول المستفيدين، أنت أول من يجري عليه التغيير.. نمط حياتك.. اهتماماتك.. شخصيتك التي تُصقل، مهاراتك التي تتطور، أنت تتحول إلى خلق آخر!! تكتشف قدراتك الفائقة، وتعرف نفسك مجدداً.


خُض التغيير بهذه الروح، ولا تخرج من التجربة مثلما دخلت فيها، بنفس القدرات والمهارات، تمارس ما تعرف، وتكرره إلى حد الملل. كن كل يوم شخصية جديدة، أبدع وسيلة جديدة، اسلك طريقاً جديداً، جرب كل الألعاب الموجودة في ملاهي الواقع، واستجلب من المستقبل ألعاباً جديدة لم يعهدها مجتمعك قط.. حينها ستشعر بمتعة فائقة. أنت تكتشف مجتمعك ونفسك كل يوم وتتعرف على الجديد.


تذكر أنك تخوض التجربة لعدة أهداف، لتغير الواقع، لتغير مجتمعك، لتغير نفسك، وأنت مصيب بعض هذه الأهداف أو كلها لا محالة. إن تغير الواقع فقد ساهمت في عمل تاريخي، وإن لم يتغير فقد ساهمت في تقديم تجربة للأجيال. والأهم من ذلك .. غيرت من نفسك!!

وائل عادل

19-5-2010


اترك تعليقك




جميع الحقوق محفوظة لـ أكاديمية التغيير Academy Of Change | تصميم وتطوير: سوا فور، المؤسسة الرائدة في تطوير تطبيقات الويب.