“متاهة MATAHA”.. البرنامج التكنولوجي الأول لأكاديمية التغيير

 ثورة العقول.. بداية التغيير”.. شعار أطلق عام 2006 وما زال يلهم المسيرات نحو بناء مجتمعات قوية بثورة للعقول التي لا تقتصر على الفكر فحسب، بل تشمل إبداع كل ما يجعل مشروع التغيير حلماً ممكناً لأحرار الإنسانية حول العالم.

في عام 2010 صدر كتاب "أسلحة حرب اللاعنف"، وخصصنا فيه باباً عن تكنولوجيا اللاعنف، ونوهنا إلى الطفرة التي يمكن أن تحدثها في عالم المقاومة وبناء المجتمعات القوية التي تنعم بالحرية.

ومثلما كان لطفرة الاتصالات دور كبير في حيوية المجتمعات، وتغيير وعيها بالممكن والمستحيل، فلا تزال هناك الكثير من الطفرات القادرة على إحداث نقلات كبرى في وعي المقاومة ومسارات مشاريعها التغييرية، تبحث هذه الطفرات عن أبطال يبتكرونها، ومن يتمتعون بالجرأة ليجربوها، وآلاف يستعملونها، كي تنهض المجتمعات البشرية ويتحول عناؤها لكبرى النجاحات.

إنه لمن المفارقات أن نجد في الوقت الذي يندد العالم فيه بالحروب والقتل ما زال يصنع أسلحة الدمار وتنفق المليارات من أجل تطوير التكنولوجيا العنيفة، ماذا لو تم إنفاق 1% فقط من هذه الميزانية من أجل تطوير تكونولجيا لا عنيفة؟! ماذا لو توجه الباحثون والعلماء والفنيون المتخصصون إلى دعم خيارات السلام بدلاً من الحرب. خيار الحياة بدلاً من الموت والقتل؟! لن تختفي الصراعات من على كوكبنا، لكن آلياتها يمكن أن تختلف بما يخدم الجنس البشري والكوكب بأسره.

اليوم ونحن على أعتاب الذكرى العاشرة لتأسيس أكاديمية التغيير، وتحت شعار "تكنولوجيا اللاعنف… طريق الحرية"، نهدي كل الإنسانية والأحرار حول العالم النسخة التجريبية من برنامج " متاهة MATAHA "، وهو العمل الرمزي الأول الذي تنتجه الأكاديمية كمساهمة منها في تطوير تكنولوجيا اللاعنف، لإثبات إمكانية الفعل، كي يصبح إلهاماً للعاملين في صناعة التكنولوجيا، لينتجوا بدورهم أجوبة فعالة لأسئلة واقع مجتمعاتهم، وحلولاً تواجه التحديات المطروحة، وتضاعف قدرات الإنسان في الحاضر، وتؤهله لصناعة المستقبل.

برنامج "متاهة MATAHA" يهدف للحفاظ على أمن البيانات وتداولها، والبيانات هنا قد تكون رسالة صغيرة، أو بحثاً من عشرات الصفحات، وقد تكون صورة،  أو ملفاً لأي برنامج.

يصنف البرنامج ضمن برامج التشفير، وهو لا يعتمد على منهجية تشفير معقدة، فكرته هي ربط المادة المراد تشفيرها بمصدر آخر، قد يكون كلمة، أو مقالاً، أو صورة، أو لقطة في فيلم، أو رابطاً لموقع، أو رسماً محدداً. وبالتالي لا يتم فك الشفرة إلا بالوصول إلى هذا المصدر، فكما أن لكل قفل مفتاح، فلكل رسالة مفتاحها الخاص، ويجب أن يكون هذا المفتاح لدى كل من المرسل والمتلقي، مع التنبيه على أن من يملك نسخة من المفتاح سيتمكن من فتح الرسالة، وكلما أبدع المرسل والمتلقي مفاتيح جديدة، واجتهدا في تأمين تناقلها، كلما استحال على أي طرف ثالث متطفل معرفة محتوياتها.

يتيح البرنامج كذلك لكل مجموعة أن تتبادل البيانات المشفرة على سيرفرها الخاص بها، فهي تضمن أن معلوماتها ليست على سيرفر أي شركة أو طرف ثالث يحفظ البيانات لديه.

يعمل البرنامج في نسخته التجريبية على نظام ويندوز، وقد صمم بواجهة تدعم 15 لغة، وهي اللغة العربية والأفريقية والإنجليزية والألمانية الفرنسية والأسبانية والإيطالية والبرتغالية والروسية والتركية والأوردية والفارسية والتاميلية والكورية والصينية، أما اللغات التي يدعمها البرنامج في التعامل مع النصوص فهي كل اللغات التي تعتمد الحروف الإنجليزية (مثل الألبانية والأرمينية والفلبينية والرومانية) بالإضافة إلى اللغات السابقة. ليصل عدد اللغات التي يمكن أن يتعامل معها البرنامج إلى ما يزيد عن 50 لغة، غير أن هناك بعض الخصائص التي لا تعمل بعد مع كل من اللغات التاميلية والصينية والكورية.

سيكون البرنامج متاحاً للجمهور في نسخته التجريبية يوم 17 ديسمبر، الموافق للذكرى الخامسة لانطلاق شرارة الثورات العربية في تونس. ذلك الحدث الذي أعادت فيه المجتمعات العربية تعريف نفسها لذاتها، وللعالم.

نموذج لطريقة عمل البرنامج: